لم يُزعجه حديثه عن حق اسرائيل في الوجود أو دفاعه عن مفهوم الدولة اليهودية بفاشية متعفنة ..لم يُزعجه شيء على الاطلاق ،كان هو أيضا يُدافع عن حق الإنسان قبل الأرض ، كان يُدافع باستماتة معهودة فيه كفلسطيني صاحب حقٍّ ولو بعد حين ..
همَّ الهدوء المكان و بعيدا
عن السياسة سأل أحدهم عن أحوال الطقس في القدس ،أجابه الاسرائيلي بتلقائية واصفا له الجو هناك. في تلك اللحظة فقط أحس الفلسطيني بضربة موجعة في الذاكرة ، كيف
لهذا الغريب المنحدرة جذوره من بولونيا و الذي لا يربطه بالمكان سوى أن إلهه أمره
بالعودة لإحياء أمجاد قد تكون في أغلبها أسطوريةً، كيف له أن يصف طقس فلسطين و
كأنها بلده ذَاته..؟؟!! في تلك اللحظة أحس بعد سبعة و أربعين سنة من التغريب أنه
فعلا فقد فلسطين...