الخميس، 2 أكتوبر 2014

جون و أول يوم عمل !!

يقول المثل " من النهار الأول يموت المش" وأنا هاد المش مبانش لي في أول يوم عمل كنادلة في المطعم ، المش عندي هو أنني نتعطل بحكم أنها من عاداتي التي يمكن أن أصفها بالسيئة مؤقتا، لم  أرد أن أظهر لصاحب المطعم "جون" أنني منضبظة باش مايولفش..من حسن حظه أن المدرسة على بعد خمسين متر أو أقل و من سوء حظي أنه معنديش سبب مقنع للتأخير.. 
وصلت للمطعم في الموعد ، وجدت صاحبه في انتظاري ، ولأنه أول  يوم تدريب لي هناك ، كان متحمسا وفي الحقيقة هو ديما متحمس لأي نادلة جديدة خاصة ملي تتكون من ذوي البشرة البيضاء. 
جون هو نيجيري أمريكي ، من الصعب فك شفرة كلامه ، و كأنها طلاسم ، عزيت ذلك لكوني لست متمكنة من اللكنة الأمريكية لأفهم ما يقول لكن مع مرور الوقت إكتشفت أن أسلوبه في الكلام تيدهشر الواحد.. وهي تعتبر وسيلة في الدفاع باش الى وقع مشكل يقولك "راني قلت لك " !!!   تيتعامل بنفس الطريقة حتى مع السلطات !! تيخرج عينيه و يبدا all right all right all right" هذه الجملة لها نفس المعنى تقريبا للجملة الشهيرة" فهمتي و لالا" !! . ولو أنه صاحب المطعم فهو يحب أن يلقي اللوم على الآخرين ، "علاش مقلتيش ليا أن الحامض تقادى" مثلا . أحيانا وخاصة في مثل هذه الحالات ، يخطر في بالي أن أجيب بالدارجة المغربية " واااا الشريف راه ماشي خدمتي نحسب لك كراطن الحامض راه انت مول الشي يخزت" ولكن للأسف لا أستطيع وحتى الترجمة صعبة وليست منصفة في حق الموقف ، هادشي كولو كوم و المعاناة أنك تطالب بفلوسلك كوم ثاني ، وهو على يقين أنها من حقك و لكن خاصك دير ليه الإزعاج باش يعطيها لك وفي هاد المسألة النادلات اللواتي كان أغلبهن إثيوبيات يقلن دائما " جون محتفظ بالعرق النيجري الأصيل "
وإذا كنت انا أتأخر على مواعيدي ببضع دقائق ، ف"جون" متيبانش كاااع في المواعيد باستثناء اليوم الأول للعامل ، في حالتي مثلا اعتقدت أنه سيشرح لي بعض التفاصيل عن الأكل ، الخدمة ، الدفع الخ ، إقتصر مجيئه على أن نقوم بجولة في المطعم حيث أراني المطبخ و البار و من بعد عرفني  على النادلة " أنيتا" التي ستدربني ، التفت كيف نتكلم في الشؤون المالية وجدته فص ملح و ذاب . 
جلست مع أنيتا على البار و بدأت بشرح ترقيم الطاولات ثم أخذتني إلى المطبخ من هناك  إتجهنا نحو جهاز يعمل باالبخار لكي يحتفظ بالأكل ساخنا وجاهزا ، كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر ظهرا الذي لا يعني بالضرورة موعد الغداء غير أن أنيتا انتهزت الفرصة ، خاصة أنه لم يظهر أي زبون ، لتطلب مني أن نأكل أولا ثم تكمل الشرح فيما بعد، جهزت لي صحن وطلبت مني أن أملأه بما أريد.. أريد !! ستكون أول مرة في حياتي أتذوق فيها الأكل الإثيوبي الذي يعد من بين أصناف الأكل الأكثر شهرة و إقبالا من طرف الأمريكيين ، لم أكن متحمسة لكن مجانية الأكل جعلتني أملأ الصحن ، جلسنا في الركن الخلفي للمطعم و بدأنا في الأكل ، طلبت مني النادلة ألا أستعمل الشوكة لكي أتذوق الطعم !! هنا تذكرت المثل القائل " أجي يا مي نوريك دار خوالي" ، هادي واقيلا متتعرف والو على المغرب ، على العموم غسلت يداي و بدأت ب"القص" .
الخبز يسمى " إنجيرا" وهو مثله مثل البغرير غير هو حامض حيت مصاوب من "التيف" الذي  هو نوع من الحبوب الرئيسية في الغذاء الإثيوبي "التيف وهو من عائلة الذرة البيضاء المزروعة خصوصا في منطقة القرن الافريقي ". مكليتوش حيت أنا مولفة ناكل الخبز باللبابة هههه. سأتحدث عن المطبخ الإثيوبي فيما بعد لأن أنيتا تنتظرني أن ألتحق بها بعد أن ظهر أول زبون ! 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق